ان من اكبر اسباب تعاستنا هو رجوعنا بالذكريات للماض والوقوف على اطلالها .. ونحن في الغالب إذا أدرنا عقولنا للخلف فإننا سنشاهد كثيرا من الصور السلبية والمواقف المؤلمة التي كانت سببا في أحيان متعددة لترسيخ مفاهيم وقواعد خاطئة في حياتنا .. ولهذا إذا أردنا أن نتأكد من جدوى هذه النصيحة فلنسأل أنفسنا ..

هل نحن على درجة كبيرة من الثقة بالنفس إننا إذا حركنا عقولنا للوراء ألا نلتفت إلا لما هو إيجابي؟

 

  أن أكثرنا سيظن انه قادر على التحكم في عقله لكنه بمجرد رجوعه لماضي حياته فلن يحلق إلا في سماء( الأخطاء) وحتى لو التفت إلى مواقفه الجميلة فسوف يملها ( نعم يملها) وذلك أن العقل البشري في غالب وقته يبحث عن التفكير السلبي حتى يتم التحكم به والسيطرة عليه كما تشير إلى ذلك الدراسات المعاصرة .. وأيضا فالعقل يستمتع بالجميل في الحاضر والمستقبل ولكنه يمله في الماضي وذلك إما لأنه فقده أو لأنه جميل من وجه وهو في حقيقته بخلاف هذا فيكون مصدر إزعاج

وبعض الناس قد يكون نظره للماضي سلبيا من ناحية أخرى معاكسة.. فالبعض منا يكون ماضيه خيرا من حاضره.. فهو كثير الحنين إلى الماضي لأنه فعل كذا وأنجز كذا فيكون هذا مثبطا أحيانا أو سببا للتكاسل ومن أجل هذا كان الأنسب للإنسان دوما أن يعود نفسه النظر إلى المستقبل.. إلى أن يشغل نفسه بما سيصنعه الآن .. عليه أن يهتم باللحظة والساعة المعاصرة لأنها هي التي ستشكل سلوكه وقواعد حياته .. فالنظر للخلف لن يصنع شيئا..
إن المنجزين والقادرين على صناعة التفوق في حياتهم وحياة الآخرين هم في حقيقة الأمر لا يعرفون من الماضي سوى دروسه وعبره ومواقفه الجميلة.. أما مواطن الزلل والضعف فقد محوها من ذاكرتهم باقتدار ولم يتم هذا بمعجزة خارقة بل بقرار حازم وقدرة فائقة على التحكم في الفكر
ثق تماما أن الماضي لا يعود.. وان عادت مواقفه للواقع مرة أخرى فهي تجربة مستقلة فاهتم بهذه اللحظة وأولها عنايتك الفائقة.. طور من نفسك وتعلم كل لحظة شيئا مفيدا